دكتورة فاطمة الدربي تكتب | النسيج الوطني بين المواطن والمواطَنة
الثلاثاء 03/سبتمبر/2019 - 03:58 م
دكتورة فاطمة الدربي
النسيج الوطني بين المواطن والمواطَنة
انتماء الشخص للدولة التي يحمل جنسيتها تعني مواطنة، وهنالك علاقة متبادلة بينه وبين الدولة وبينه وبين المواطنين أنفسهم . تتألف العلاقات المتبادلة هذه من منظومة متفرعة من الحقوق والواجبات سواء كانت للمواطنين أو للسلطة .
المواطنة والمواطن مأخوذة في العربية من الوطن المنزل تقيم به وهو " موطن الإنسان ومحله" ، وجمع الوطن أوطان والمواطن جمع موطن وهو الوطن .
الوطنية تأتي بمعنى حب الوطن Patriotism في إشارة واضحة إلى مشاعر الحب والارتباط بالوطن وما ينبثق عنها من استجابات عاطفية ، أما المواطنة Citizenship فهي صفة المواطن والتي تحدد حقوقه وواجباته الوطنية ويعرف الفرد حقوقه ويؤدي واجباته عن طريق التربية الوطنية ، وتتميز المواطنة بنوع خاص من ولاء المواطن لوطنه وخدمته في أوقات السلم والحرب والتعاون مع المواطنين الآخرين عن طريق العمل المؤسسي والفردي الرسمي والتطوعي في تحقيق الأهداف التي يصبو لها الجميع وتوحد من أجلها الجهود .
لابد من التأكيد على أن التنشئة الاجتماعية منذ الصغر هي محك تفعيل مبدأ المواطنة مما يجعل مشاركة مختلف الوسائط التربوية ( كالأسرة ، المسجد ، الإعلام ) في سياق متناغم أمراً لابد منه و لا تستقيم المواطنة الحقة بدونه، وبه يكون حب الوطن حب عطاء وفاء وحب تسامح وإيثار من أجل التماسك والترابط والقوة والعمل المثمر، من أجل الحياة الكريمة الآمنة لكل من الفرد والمجتمع .
المواطنة يتجلى فيها التزام المواطنين تجاه الدولة والمجتمع ، أن أكون مواطنا يعني أن أسهم في المجتمع ضمن نشاطات تطوعية لبناء المجتمع. وهي العلاقة بين الفرد والدولة بحيث يكِن لها الفرد لها بالولاء والانتماء وبالتالي يحق عليها حمايته، وتندرج ضمن المواطنة جملة من الحريات مع المسؤوليات المصاحبة لها، بحيث يتمتع المواطنون بحقوقهم ويؤدون واجبات ومسؤوليات معينة لا تطلب من الأجانب وغيرهم من المقيمين . علينا غرس قيم المواطنة في نفوس الأطفال، مثل تعليم الطفل الاحترام وروح المسؤولية والاعتماد على الذات، وهذا يحتاج بذل جهد مستمر من قبل المدرسين وأولياء الأمور، ويجب أن يفهم الشباب أيضاً أن كونهم مواطنين صالحين يساهم في تقديم مساهمات إيجابية للمجتمع والوطن، ويشار إلى أنّ المواطنة الصالحة يتم تعلمها في المنزل، فالمواطن الصالح يعطي أكثر مما يأخذ
تعتبر المواطنة فكرة اجتماعية وقانونية وسياسية ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير بجانب الرقي بالدولة إلى المساواة والعدل والإنصاف، وإلى الديمقراطية والشفافية، وإلى الشراكة وضمان الحقوق والواجبات. وتؤدي إلى رفع الثقة لدى المواطن والدولة في تجاه أحدهما للآخر، بما يحقق لحمة النسيج الاجتماعي للمجتمع، ويؤدي إلى شراكة في تنمية المجتمع من خلال المواطن والدولة في نفس الوقت، ذلك ( متانة النسيج الوطني تتطلب التسليم بمفهوم المواطنة، مفهوم تتحقق فيه المساواة بين البشر، وينال فيه الفرد موقعه الاجتماعي ووظيفته عن طريق كفاءته وقدراته ونزاهته، فالواقع يؤكد أن ثمة علاقة في المضمون بين مفهومي المواطن والمواطنة ، حيث إننا لا يمكن أن تتحقق المواطنة، بدون مواطن يشعر شعورا حقيقيا بحقوقه وواجباته في وطنه. فلا مواطنة بدون مواطن، ولا مواطن إلا بمشاركة حقيقية في شؤون الوطن على مختلف مستوياته ) .
دكتورة فاطمة الدربي